الحياة ليست كما تبدو دائماً
******************
نظرات وقحة
جلست الفتاة الشابة في المقهى بانتظار خطيبها الذي اتفق معها أن يلاقيها بعد انتهاء العمل ، ارتشفت الشاي وجالت بنظرها في المكان ، فرأت شابا ينظر إليها ويبتسم ، لم تعره انتباها واستمرت في شرب الشاي. بعد دقائق اختلست نظرة بطرف عينيها الى حيث يجلس الشاب ، فرأته ما زال ينظر إليها وبنفس الابتسامة ، تضايقت جدا من هذه الوقاحة وعندما جاء خطيبها أخبرته. نهض الخطيب واتجه نحو الشاب ولكمه لكمة قوية في الوجه أطاحته أرضا . نظرت الفتاة الشابة نظرة إعجاب الى رجولة خطيبها ودفاعه عنها في مقابل نظرات الشاب الوقحة ، وخرجا من المقهى يدا بيد
بعد لحظات نهض الشاب بمساعدة النادل ، ووضع نظارته السوداء على عينيه ، ورفع عصاه وتحسس طريقه إلى خارج المقهى
******************
حيث يذهب الجميع
قرر أن يجرب اللذة الحرام لأول مرة ، فاستقل الطائرة إلى المدينة الشهيرة بلذاتها ، واستقل تاكسي من المطار ، وقال للسائق مع غمزة عين: أن يأخذه إلى حيث يذهب كل الناس ، وأراح رأسه على الكرسي ، وأخذ يفكر فيما ينتظره من مغامرات سمع عنها طول عمره ولم يجربها ، ونساء لا تراهن إلا في الأفلام السينمائية ، فكر.. وفكر.. حتى أحس بالسيارة قد توقفت. نظر حوله فرأى المكان غريبا ولا يشبه توقعاته بشيء ، وعند سؤاله سائق التاكسي عن المكان أجابه ببرود أنهم في مقبرة المدينة. غضب الرجل وصاح بسائق التاكسي أنه يريد الذهاب إلى حيث حياة الليل والنوادي وليس المقبرة ، أجابه السائق بأن ليس جميع الناس يقصدون النوادي الليلية ، ولكن الجميع بدون استثناء يأتون الى المقبرة
رجع الرجل الى المطار ، وركب طائرته عائدا إلى بيته وعائلته
******************
الحسناء
جلس في الحديقة العامة على كرسي ، وجال بنظره في الأرجاء البعيدة ، يراقب الناس وما يفعلونه ، البعض يلعب ، والبعض يقرأ ، وآخر أخذته غفوة . بدأ يحس بالسأم عندما شاهد من بعيد امرأة ذات قوام جميل ومشية كالطاووس ، لم يتمكن من رؤية ملامح وجهها ، ولكنه تحسر على جمالها ، وقارنها بزوجته المملة التي تشبه العسكر. راقب مشيتها وهي تمشي باتجاهه ، عندما لاحظ طفلا بجانبها تحسر .. وقال: هنيئا له زوجها على هذه الحسناء!
لكم خجل من نفسه عندما اقتربت المرأة منه ، واكتشف أنها زوجته وبجانبها طفله
******************
الحياة المثالية
جلست في بيت صديقتها الواسع والفخم ذو الأثاث الغالي ، وأخذت تحدثها عن كم هي محظوظة بزواجها من رجل أعمال منحها عيشة الملوك ، بيت كالقصر، وحمام سباحة، وسيارة تخطف الأبصار وخدم وحشم ، ونقود وتسوق، وسفر الى الخارج . ابتسمت صاحبة البيت - التي كانت تضع نظارة سوداء سميكة - لهذا الكلام ، واستمعت إلى صديقتها وهي تكمل مدحها لحياتها ، وتعدد أسباب سعادتها ، وكم تمنت لو أنها تحظى بنفس حياتها . انصرفت بحسرتها
خلعت صاحبة البيت النظارة ، حيث ظهرت آثار الكدمات السوداء تحت عينيها من أثر الضرب